إن لشخصية الوقف المعنوية مكانة عظيمة في الخلافة العثمانية حيث ازدهرت الأوقاف و مؤسساتها فى هذه الدولة العظيمة إلى درجة أقرب للخيال ووصلت إمكانياتها في هذا العصر إلى مستوى رفيع لم تر الأوقاف نظيراً له في عصور التاريخ الإسلامي، وكان الوقف جزءاً لا يتجزأ، في كل جوانب الحياة والمعيشة، وعلى هذا الأساس إن الأوقاف تمتعت بمكانة رفيعة ومرموقة لدى الدولة العثمانية، وأصبحت جزءاً أساسياً من حضارتها وباختصار،لم تترك الأوقاف لدى الدولة العثمانية، ميداناً من الميادين الاجتماعية، ولا أرضاً من الأراضي العثمانية، إلا ودخلتها وقدمت الخدمات لأهلها، في كل جوانب الحياة لأدق تفاصيلها، وإن المكتبات الوقفية بعددها الكبير جزءٌ مهم من هذه الأوقاف الموروثة من الدولة العثمانية العظيمة، حيث خدمت على مر العصور بكل سخاء وعطاء، وما زالت تخدم العلم والمعرفة والثقافة بكل أصنافِها، كُلَّ فئات المجتمع من غير تفكيك ولا تعصب، واستمرّت خدماتها من غير خلل أو تقصير، حتى في فترات المِحَن والأزمات الداخلية والخارجية للدولة، حيث أسست مدارس ومكتبات لا عد لها ولا حصر، والكل كان يتنافس في جمع الكتب وتأسيس المكتبات وتقديم الخدمات فيها للعلماء والطلاب والقراء بكل شغف وحب، وفي ذلك كانوا يتنافسون بداية من الخليفة والسلطان إلى عامة الناس، القادرين على الوقف ولو بشكل بسيط. وفي هذا الإطار تأتي هذه الدراسة للوقوف على "المكتبات الوقفية في الدولة العثمانية" مع ذكر أنواعها وخدماتها ومحتوياتها بقدر تحمل حجم الدراسة.
Alan : Sosyal, Beşeri ve İdari Bilimler
Dergi Türü : Uluslararası
Benzer Makaleler | Yazar | # |
---|
Makale | Yazar | # |
---|