أصبحت مجتمعاتنا العربية اليوم ، في ركض وسباق ، في الحصول على المعلومة ، وذلك تناغماً مع إيقاع الحياة المتسارع . وموضوع استخدام اللغة المحلية في وسائل التواصل الاجتماعي ، بات من الأمور التي يجب أن تحسم ، حتى لا تسود العامية مكان الفصحى ، وتضيع هيبة اللغة العربية . ولما كان الاتصال أحد أوجه النشاط البشري ، ويؤدي دوراً كبيراً في حياة كل فرد ، كان لا بد أن تختار له لغته ، وتخصص له مفرداته التي تحافظ على سلامة اللغة ، بأصواتها ، ومفرداتها ، وتراكيبها ، بحيث تكون لغة الاتصال ، لغة صحيحة فصيحة . ويكون ذلك في المحافظة على مستويات اللغة وهي : المستوى الصوتي : هو جانب اللغة المنطوق . ويختص بدراسة أصوات اللغة ، وأنواعها وكيف تغير من دلالة الكلمة ، وكذلك إعرابها ووزنها الصرفي فمثلاً الكلمات : " قال ، قام ، قاس ، قاد " تتفق كلها في صوتين ، وتختلف في صوت واحد ، هو الذي تغير من " لام" إلى "ميم" إلى "سين" ، إلى دال " وهذا التغير هو الذي أكسب الكلمات معاني دلالية مختلفة ، هذا المتغير عُرف بـ " الفونيم - phoneme " ويعرف بأنه أصغر وحدة صوتية ذات أثر في الدلالة ، أي إذا حل محل غيره ، في نفس السياق الصوتي ، لتغيرت الدلالة ، واختلف المعنى . المستوى الصرفي : يعنى الدرس الصرفي بتناول البنية التي تمثلها الصيغ ، والمقاطع والعناصر الصوتية ، التي تؤدي معانٍ صرفية ، دون التعرض لمسائل التركيب النحوي . ويعرف عند المحدثين بمصطلح " المورفولوجيا " وهو يبدأ بالأصوات ، ثم البنية ، ثم التركيب النحوي . ولأن الإعراب لا يقوم إلا معطيات الصرف ، فإن النحاة القدامى ، مهدوا لأبواب الدراسة ، بالحديث عن اللفظ وأقسامه ، وعن الشروط الصرفية ، التي لا يصح بها هذا الإعراب أو ذاك . المستوى النحوي : بنية اللغة لا تكتفي بمجرد صياغة المفردات وفق القواعد الصرفية ، بل تحتاج إلى وظائف معينة ، هي الوظائف النحوية ، التي بها تكون للكلمات ، رتب معينة ، ولكن الرتبة أيضاً يمكن أن تهدر، إذا كانت هناك دلالة أخرى على المعنى حينئذٍ يقع التصرف على المعنى ، بالتقديم والتأخير، وقد ذكر ابن جني ذلك بقوله : " فإن كانت هناك دلالة أخرى من قبل المعنى ، وقع التصرف فيه بالتقديم والتأخير ، نحو " أكل يحيى الكمثرى " لك أن تقدم ، وأن تؤخر كيف شئت " المستوى الدلالي : المستويات الثلاثة السابقة من أصوات وصرف ونحو ، لا بد أن تكون حاملة لمعنى أي "دلالة " وقضية الدلالة من أقدم ما شغلت به الحضارات من قضايا في القديم ، كما يعد البحث الدلالي محوراً من محاور علم اللغة الحديث ، ساهم في دراستها الفلاسفة ، واللغويون ، والبلاغيون ، وعلماء الأصول من العرب وغيرهم . تعتبر منطقة الخليج العربي ، منطقة ذاخرة بالعديد من اللهجات ، التي تؤثر بصورة أو أخرى على اللغة الإعلامية ، وإن كنت لا أقصد باللغة الإعلامية ، نشرات الأخبار فقط ، إنما كل لغة يتوفر لها الانتشار ، سواء كان هذا الانتشار ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، أو عن طريق ما يقدم في وسائل الإعلام ، من مواد علمية وتربوية ، وكذلك تشمل لغة التعامل ، في الأوساط الثقافية . قسم سليمان بن ناصر الدرسوني ، اللهجات في المملكة العربية السعودية ، إلى خمسة أقسام على رأسها لهجات شرق ووسط الجزيرة ، لهجة الحجاز ، لهجة تهامة ، ولهجة الحجاز الحاضرة " مكة والمدينة ، وجدة والطائف " ثم لهجة جهينة . ذكر بعض اللهجات لأهل نجد منها المفردات التالية : " قوام ، ستي ، قال لي عقلي ، اندر برا " وتعني على التوالي " حالاً ، جدتي ، قررت أن .. ، اُخرج " ومن مفردات لهجة منطقة سكاكا في محافظة الجوف " قوطر ، ذوان ، ارعه ، يقدع به " وتعني " ذهب ، الآن ، انظر إليه ، يضربه بقوة " . أثر هذه اللهجات على لغة الإعلام لقد أصبح انتشار اللغة العربية ، وراء حدود العالم العربي اليوم ، واحداً من قضايا العرب ، ومكانتهم التاريخية والحضارية والدولية . ولا يتم هذا الانتشار إلا باتساع قاعدة المتحدثين بها أو استخدامها لغة ثانية لهم وخاصة الشعوب المسلمة ، من غير العرب . تتعدد قنوات نشر هذه اللغة الكريمة ، من معاهد ومراكز متخصصة ، في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها . وإنشاء قنوات فضائية ، اللغة الرسمية فيها هي العربية ، لكن هذه الأخيرة تحتاج إلى الدعم والتأييد ، وأن توفر لها الإمكانات اللازمة ، من وسائل نشر اللغة الصحيحة ، وتمكينها من مزاولة دورها واختصاصها في الدول العربية وخارجها ، حتى تثرى خبرتها ، وتؤدي رسالتها على الوجه المطلوب . " واللغة وسيلة إفهام ، وإقناع ، وتعبير ، وليست أداة تمويه وألغاز، وتخبط ، في إدراك القصد لذلك لا بد ، أن يكون التلاحم بين الشكل والمضمون ، وبين اللفظ والمعنى ، قائماً في نفس المُعبِر ، وفي نفس القارئ ، والسامع على السواء ، ليحصل الإفهام والفهم ، والتعبير السليم، والإدراك الواعي ، وإلا فما قيمة اللغة إذن ولما كان الإعلام يمثل جانباً مهماً في نشر اللغة ، وربما فاق دور وسائل التواصل الاجتماعي دور الأم ، والمدرسة ، في التلقين ، والتعليم ، والتوجيه ، ولأن الإنسان ، يجد نفسه مشدوداً إلى سماع الخبر ، أو التعليق ، كان لا بد أن ما يجده ، أو ما يسمعه ، يكون سليماً ، صحيحاً في لغة سهلة ، ومفهومة على نطاق . لذلك أذكر بعض مواضع الخطأ ، في اللغة الإعلامية ، والتي تتمثل في الآتي :
Field : Eğitim Bilimleri; Filoloji; Güzel Sanatlar; Hukuk; İlahiyat; Sosyal, Beşeri ve İdari Bilimler; Spor Bilimleri
Journal Type : Uluslararası
Relevant Articles | Author | # |
---|
Article | Author | # |
---|