أبو العيناء من أبرز الشخصيات في تاريخ الفكاهة العربية، فهو أديب ظريف ضرير تَتلمَذ على أعلام اللغة العربية في عصره مثل الأصمعي وأبي زيد الأنصاري. وذاع صيتُه في الأوساط الأدبية بعدما صار نديما للخليفة المتوكل على الله. إنّ الشخصية الأدبية لأبي العيناء ذات جوانب متعدّدة؛ فهو أديب وشاعر وراوِية أخبار، ولكن أهمّ ما يميّزه هو ظرفه ومزاحه بلا منازع. فله نوادر مضحكة وأجوبة مُسكتة حفلت بها كتب الأدب العربي، حيث خلّف وراءه مجموعة غنية من النوادر والنكت التي مازالت تُضحك قرّائها. ولم يقتصر أثر أبي العيناء على عصره، بل امتدَّ إلى ما تلاه من عصور. ثمة موضوعان رئيسان في نوادره وهما المدح والهجاء؛ فمن يقرأ نوادره يلاحظ أن معظمها تندرج تحت هذين الموضوعين؛ فلذا سيشكّل المدح والهجاء عند أبي العيناء محور بحثنا هذا. ولا شك أنه كان مدّاحًا بارعًا، وهجّاءً لاذعًا، يخاف من لسانه الصديق والعدوّ. وقد نال بفضل مدائحه مراتب عالية، كما حصل على جوائز ثمينة بينما أفحم خصومه بسهام الهجاء المفجعة. ومما يثير الباحث في مادة أبي العيناء المجموعة في مختلف المصادر براعته في اقتناص التعبير القرآني لتشكيل الجملة المزاحية. ولسوف تعرض هذه الصحائف صورة أبي العيناء الأدبية، لاسيما في سياق موضوعَي المدح والهجاء وستركّز على الدوافع الرئيسة التي جعلته مدّاحا وهجّاء. ومن خلال أمثلة غنية، ستتبدّى لنا سعة ثقافته اللغوية، وقوة حافظته، وسرعة بَديهته وانعكاسات كل تلك المزايا على براعته في المدح والهجاء.
Alan : Eğitim Bilimleri; Filoloji; Güzel Sanatlar; Sosyal, Beşeri ve İdari Bilimler
Dergi Türü : Uluslararası
Benzer Makaleler | Yazar | # |
---|
Makale | Yazar | # |
---|