Özet:

هدفُ البحثِ الحالي تقديمُ تصوُّرٍ مُقترحٍ لكتابٍ تمهيديّ لطلبة كليّات الإلهيات في تركيا؛ يستندُ إلى الإطار المرجعيّ الأوروبيّ المشترك لتعلم اللُّغات وتعليمها وتقييمها. وقد تحدَّدت مشكلة البحث في الحاجة إلى مزيد من الإسهامات العلميَّة التي تُثري عملية تصميم المناهج والبرامج التعليمية، وفي عدم الاستناد -أحيانًا- إلى أسس تربويّة ولُغويّة سليمة في تصميم بعض الكتب والبرامج التعليمية، وكذلك الافتقار إلى خطوات إجرائيّة لإعداد كتابٍ تمهيديّ لدارسي اللُّغة العربيّة بكليّات الإلهيات، وذلك على الرَّغم من اهتمام القائمين على تعليم اللُّغة العربيّة للناطقين بغيرها ببذل الجهود لإكساب الدارسين الحصيلة اللُّغوية المأمولة من جانب، وتعليمهم العربيّة بطرق مُبتكرة إبداعية من جانب آخرَ. ويؤكِّد ذلك أنَّ هناك بحوثًا أكَّدت وجودَ قصور في الاهتمام بإعداد الكتاب التَّعليمي لدارسي اللُّغة العربيّة النَّاطقين بغيرها -خاصَّة في السنوات التحضيريّة- وللتصدِّي لهذه المشكلة حدَّد البحث معايير الأداء اللُّغويّ لمحتوى الكتاب التمهيديّ، وحدَّد مؤشرات الأداء المناسبة في كل معيار، وحدَّد أساليب التَّقويم المناسبة لكلٍّ من الأداء اللُّغويّ والعناصر اللُّغويَّة، ثم قدَّم الصُّورة النهائية للتَّصوُّر المقترح للكتاب التَّمهيديّ لطلبة كليّات الإلهيات في ضوء الإطار المرجعيّ الأوربيّ. اعتمد البحثُ على المنهج الوصفيّ التحليليّ لوصف وتحليل ومراجعة الأدبيات والبحوث والدراسات ذات الصِّلة بمشكلة البحث، والتَّعرف على أسس بناء تصوُّر لكتاب تمهيديّ للسنة التحضيرية، ولتحديد معايير الأداء اللُّغوي ومؤشرات كل معيار، وتحديد العناصر اللُّغوية، ثم تقديم التصوُّر المقترح موضوع البحث. تكوَّن الإطارُ النَّظري للبحث من مَبحثين: عرض المبحث الأول واقع تعليم اللُّغة العربيّة في كليات الإلهيات – السنة التحضيريّة-، وأكَّد هذا المبحث أنَّه بالرَّغم من الاهتمام ببرامج تعليم اللُّغة العربيّة في تركيا -خاصة في السنوات التحضيريّة-، إلّا أنّ هناك فارقًا بين النظريات العلميّة التي تُخطِّط لإعداد هذه البرامج، وبين الواقع العملي الذي يُطبّق في الميدان، وأنَّ هناك حاجةً كبيرة لمزيد من البحوث لتطوير عمليات تعليم اللغة العربية وتعلمها، وعرض المبحث الثاني تعليم اللُّغة العربيّة في المستوى التمهيدي في ضوء الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعلُّم اللُّغات وتعليمها وتقييمها، وعرض جدول واصفات المستوى التمهيديّ. قدَّم البحث التصوُّر المقترح وعرض للمعايير ومؤشرات الأداء اللغويّ والعناصر اللغويّة، ثم بيَّن أهمية المحتوى الثقافيّ، وعدَّد أساليب التقويم التي يمكن توظيفها في الكتاب التمهيديّ، ثم قدَّم نصائح بشأن إخراج الكتاب، وذُيِّل المقترحُ بتوضيحاتٍ تكميليّة، وجاءت خاتمةُ البحث لتؤكِّد أهمية وجود تصوّر لإعداد كتاب تمهيديّ لتعليم اللُّغة العربيّة لطلبة كلية الإلهيات؛ خاصَّة أنَّ الكُتب المتاحة لتعليم اللغة العربية في السَّنة التحضيريّة ما زالت قليلة، كما أنَّ هناك حاجةً لمزيد من الاهتمام لتحقيق الأهداف المرجوَّة؛ ومنها علاج مشكلة الفروق الفردية بين الدارسين، ومساعدة المعلم في تقديم المادة الدراسية الواحدة لمتعلمين يتفاوتون في مستوياتهم المعرفية؛ إذ يمتلكون نظامًا لغويًّا له خصائصه الصوتية، والنحوية، والصرفية، والدلالية، والتركيبية التي يختص بها عن غيره. بيَّن البحثُ أهمية الكتابِ الورقيّ لمكانته المتفرِّدة في العمليّة التّعليميّة، وعمليّة التَّدريس أيًّا كان نوعها أو نمطها أو مادّتها ومحتواها فإنَّها تعتمدُ اعتمادًا كبيرًا على الكتاب التعليميّ؛ فالكتابُ يمثِّل للمتعلِّم أساسًا باقيًا لعملية تعليميّة مُنظَّمة، وهو ترجمة حيَّة لما يُسمى بالمحتوى الأكاديميّ للمنهج، ولذلك يُعَدُّ الكتاب نقطة الانطلاق للدَّارس النَّاطق بغير العربية، وهو المعين للدَّارس على استمرار عملية التعليم ليحقِّق مُبتغاه. وأكَّد البحث أنَّ اعتماد كليَّات الإلهيات لكتاب تمهيديّ يستندُ إلى إطار مَرجعيّ مُشترك سيحقِّق فوائد عديدة، ومنها: الاتفاق على المستوى المطلوب أن يحققه الدَّارسون في نهاية السنة التحضيريّة، وذلك من خلال ضبط المقرَّرات الدراسيّة مع سلم الإطار، وتقسيم المستويات بشكل مُوحَّد بين كليّات الإلهيات بما يحقق معادلة السّنة واقعيًّا بين الكليَّات، وكذلك بناء الاختبارات ومعايير التقييم بشكل عام وتبادل الاختبارات والوسائل التّعليميّة بين الكليَّات. وفي ضوء مُشكلة البحث، وما كشفتْ عنه من نتائج فقد أوصى البحثُ بضرورة الاهتمام بإعداد الكتب والسلاسل التّعليميّة في ضوء الأُطر المرجعيّة العالميّة، وإعادة النَّظر في مُحتوى بعض كتب المستوى التمهيديّ، والاهتمام بعقد ورشات عمل لتدريب مُعلمي اللُّغة العربيّة على استخدام الأطر المرجعيّة في تنمية المهارات اللُّغويّة لدى الدارسين، وأوصى البحث بضرورة إعداد تصوُّرات مُقترحة للمستويات الأخرى: كالمستوى المبتدئ، والمستوى المتوسط، والمستوى المتقدِّم في ضوء الإطار المرجعيّ الأوربيّ.

Anahtar Kelimeler: