Özet:

إن موضوع الأخلاق من الموضوعات التي شغلت الإنسان في القديم والحديث، واهتم به الباحثون على أساس من العقل الإنساني الخالص، لشرح طبيعة الفعل الخلقي، وعناصره، ومصادره، وغاياته، ووجه الإلزام الخلقي، وغير ذلك من المفاهيم التي تتعلق بالأخلاق، لكن لم يتناول الباحثون بشكل دقيق دور الفطرة والغريزة في موضوع الأخلاق رغم أهميتهما كمكونين أساسيين في الطبيعة الإنسانية والتي هي محور علم الأخلاق. وعليه تهدف هذه الدراسة البحث دور الفطرة والغريزة في تحديد ماهية الخلق، وعلاقتهما بالنظام الأخلاقي في الإسلام، وذلك بدراسة تحليلية من وجهة نظر إسلامية تتناول ارتباط هذين المفهومين بتعريف الخلق وطبيعته ومصدره من خلال قضية الخير والشر، وتتناول ارتباطهما بأسس النظام الأخلاقي كدراسة إسلامية للإلزام الخلقي والمعيار الخلقي والغاية الخلقية والجزاء والمسؤولية. وتخلص هذه الدراسة إلى أنه لا يمكن فهم طبيعة الخلق وتأسيس نظام أخلاقي بمنأى عن الفطرة والغريزة، سواء من الناحية النظرية أو العملية، حيث إنهما مكونان أساسيان في الطبيعة الإنسانية يقومان بتكوين وتشكيل الخلق، وبهما يمكن الكشف أن الإنسان كائن خيِّر، والأصل فيه الخير. وقد بينت هذه الدراسة خطأ نظرية الوسط الأخلاقية وذلك في التفرقة بين ماهية الفضيلة وماهية الخلق، وكشفت أن الفطرة والغريزة يشكل أحدهما أوكلاهما عنصراً أساسياً من أسس النظام الأخلاقي في الإسلام.

Anahtar Kelimeler: